سيدنا نوح علية السلام يعمل لقومه نجارا
نشأة نوح علية السلام ودعوته :
نشأة نوح علية السلام في بلاد العراق بين قوم يعكفون على أصنام يتخذونها آلهة ويعبدونها من دون الله فأوحى الله إليه برسالته وأمره أن يبلغها لقومه ليهديهم إلى الحق وليدعوهم إلى عبادة الله وحده ولينذر المخالفين الذين يبتعدون عن تقوى الله و طاعته بعذاب يوم عظيم وهو اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين لتعلم كل نفس ما قدمت وأخرت ولتجزى كل نفس بما عملت فمن عمل صالحا لنفسه ومن أساء فعليها.
وفي ذلك يقول الله عز وجل في صورة الأعراف ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) ثم يقول في سورة هود ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين. إن لا تبعدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ).
موقف قوم نوح من دعوته ودعاؤه عليهم :
لكن هذه الدعوة الخالصة المؤمنة من نوح عليه السلام لم تجد آذانا واعية ولا قلوبا مؤمنة من قومه بل وجدت آذانا وقلوبا كالحجارة أو أشد قسوة. ولقد لبث نوح في قومة أمدا طويلا يدعوهم ليلا ونهارا وإعلانا وإسرارا وتحمل من الاذى والعنت الوانا وبذل من التضحيات ما لم يبذله نبي من قبله ولا بعده ومع ذلك لم يؤمن بدعوتة إلا قليلا من الضعفاء والمساكين أما الاغلبية الساحقة خاصة من الملأ واصحاب النفوذ والسلطان فقد أعرضوا عن دعوتة واصروا واستكبروا وانكروا علية أن يكون نبيا وفي ذلك يقول سبحانة وتعالى ( فقال الملأ الذين كفروا من قومة ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين ) .
وقال سبحانة ( قال الملأ من قومه أنا لنراك في ضلال مبين قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين. أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله مالا تعلمون. أو عجبتم أن جاءكم ذكر منت ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون ).
وبعد ان ضاق نوح ذرعا بقومة لجأ إلى ربة مستغيثا به مما يلاقي من قومة من إعراض وشاكيا إياهم لرب العالمين فقال عليه السلام ( رب إن قومي كذبون. فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين )
كما دعا على قومة بالهلاك لضلالهم وإضلالهم غيرهم وانتقال ضلالهم إلى ذريتهم بالوراثة فهم لا يلدون إلا من كان على شاكلتهم في الكفر والفجور فقال علية السلام ( وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )
استجابة الله دعوة نوح وأمرة بصنع السفينة :
عند ذلك استجاب الله عز وجل لدعاء نوح عليه السلام وأراد سبحانه قبل أن يهلك قومة المكذبين أن يهيئ له وللمؤمنين برسالته أسباب النجاة فأوحى إليه أن لن يؤمن
أحد سوى من آمن وأمره بأن لا يحزن بسبب تكذيب الكافرين له وإيذائهم إياه لأن الله سيغرقهم أجمعين.
أمر الله نوحا أن يصنع سفينة نجاة وأعلمه أن سيكون أثناء صنعها محاكا بعنايته مشمولا برعايتة ونهاه أن يدعو للكفار بالنجاة بعد أن أصروا على كفرهم لأنه حكم عليهم بالغرق.
شرع نوح عليه السلام في صنع السفينة وكان تحوله من داع إلى الله على نجار سببا في تعجب الكفار منه والسخرية بة .
وكان نوح إزاء سخريتهم يقول لهم : إن كنتم تهزأون بي وبمن معي من الذين آمنوا فإننا سنهزأ بكم عما قريب لأني اعلم ما سيحل بكم من عذاب وهلاك وسوف تعلمون من سيأتيه عذاب يذله في الدنيا كما سيحل عليه في الاخرة عذاب دائم خالد قال تعالى ( وأوحي إلى نوح أن لن يؤمن من قومك إلا قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون. ويصنع الفلك و كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه. قال إن تسخروا منا فإننا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ).