كررت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إدانة بلادها بحزم ما أسمته "الاغتيالات والتعذيب وأعمال القتل" بحق المتظاهرين المسالمين، مرحبة بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بشأن ما أسمته "انتهاكات" حقوق الإنسان في سورية.
وقال بيان صادر عن وزيرة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء، نقله موقع (روسيا اليوم) إن "تشكيل هذه اللجنة، يأتي بمثابة إشارة واضحة للشعب السوري، بأن العالم بأجماله قلق من مصيره".
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اعتمد يوم الثلاثاء، قرارا يطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشأن ما اسماه "انتهاكات حقوق الإنسان" في سورية.
وعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين جلسة استثنائية حول الوضع في سورية، تم خلالها عرض مشروع قرار يدعو السلطات السورية إلى "الوقف الفوري لجميع أعمال العنف"، والسماح لـ "إرسال لجنة تحقيق مستقلة بشكل عاجل"، وتم إرجاء الجلسة ليوم الثلاثاء للتصويت على القرار.
ووصف السفير السوري في مقر الأمم المتحدة فيصل الحموي، أن "القرار سياسي مئة في المئة"، كما وصف اللغة المستخدمة في مشروع القرار بالـ "مقيتة" وأن التصويت عليه لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الأزمة في سورية.
وكانت اللجنة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أشارت في تقرير لها يوم الخميس الماضي إلى أن القوات السورية قامت بأعمال في الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد قد ترقى أو تمثل جرائم ضد الإنسانية، داعية إلى إحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية، فيما قال محلل سياسي في وقت سابق، لسيريانيوز بأن الغرب يهدف من خلال هذه التحركات إلى التدخل بالشؤون السورية الداخلية تحت غطاء الدافع الإنساني، مقللا من إمكانية إحالة الملف السوري للمحكمة الدولية.
ووصلت إلى دمشق، يوم الأحد، بعثة إنسانية من الأمم المتحدة، للاطلاع ميدانياً على المناطق التي تحدث فيها التظاهرات، وذلك بعد أن وافقت السلطات السورية على استقبالها.
من جهة أخرى، كررت كلينتون أن "الولايات المتحدة تدين بحزم الاغتيالات والتعذيب وأعمال القتل بحق المتظاهرين المسالمين، وسنواصل دعوة كافة الدول إلى دعم الشعب السوري في سعيه لتشكيل حكومة جديدة تستجيب لاحتياجاته وتطلعاته".
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قال، يوم الخميس الماضي، إن مستقبل سورية يجب أن يحدده شعبها، ومن أجل الشعب السوري حان الوقت كي يتنحى الرئيس بشار الأسد، مضيفا أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة صارمة للمساعدة في إنهاء العنف في سورية.
وتقرأ سورية مواقف الدول الغربية بأنها تأتي في إطار حملة الضغوط عليها للحصول على تنازلات في مواقفها من القضايا الوطنية والإقليمية، الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين، والمتحالفة مع إيران.
وتشهد عدة مدن سورية، منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف آذار الماضي، أعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات مسلحة" تعمل تحت غطاء المظاهرات السلمية لزعزعة الاستقرار في سورية، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطين السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ "قمع المتظاهرين".